آخر الأخبار

الخميس، 11 فبراير 2016

الحضارة الهندية ولماذا سميت بهذا الإسم..


قبل البداية في التحدث عن الحضارة الهندية إليكم نبذة مختصرة..فقد ظهرت حضارة أخرى متطورة بالهند منذ 2300قبل الميلاد. بوادي الهندوس(السند) في شمال غرب الهند وجنوب باكستان. فكما حدث في يلاد ما بين النهرين شق الهنود القنوات للري وتضاعفت المحاصبل وتكونت النظم السياسية والإجتماعية. وظهرت المدن وأهمها مدينتا موهنجو دالرو وهرابا وكانتا شوارعهما مستقيمة وبها مياه للشرب بالصنابير. وكان شعب وادي السند يستخدمون العربات المزودة بالعجلات وينتجون المجوهرات والدمي وكان لهم لغتهم المكتوبة. وكانت الهند تتبادل القطن والمنسوجات مع بلاد ما بين النهرين. وخلال عامي 1500قبل الميلاد. و1200قبل الميلاد. داهمتموجات من وسط آسيا منطقة السند ومعهم عرباتهم التي كان يجرها الخيول وخربوا المدن هناك واستقروا أخيرا بوادي نهر الجانجيز بشمال شرق الهند. وكانوا يتكلمون لغة هندو إيريانية قديمة Old Indo-Aryan وهي أقدم لغاتهم الموجودة (كالسنسكريتية). ومنذ 900قبل الميلاد. وحتي 500قبل الميلاد . قام هؤلاء المستوطنون بإنشاء المدن المستقلة (مدن ولايات ) city-states وكانت كل ولاية تحكم حكما مطلقا. وكانت القنوات للري للزراعة قد شقوها وزرعوا الأرز الذي جلبوه من جنوب شرق آسيا..
أصل التسمية بهذا الإسم وأيضا طرق العيش والظروف الطبيعية هناك..فتعود التسمية بهذا الإسم الي  " من "هندو" و هو ما أطلقه الفرس نسبه لنهر الهندوستان و أخذها اليونانيون علي انها " الهند " أما طرق العيش والظروف الطبيعية..
فالظروف الطبيعية : تبلغ مساحه الهند القديمة قرابة 3 مليون كم مربع ، التضاريس : تنقسم الهند لمناطق عدة و جغرافيا منوعه فهي تحمل علي ارضها الجبال كالهمالايا ، و انهار كنهر الجانج المقدس و كذلك نهر الدكن و كذلك بحر العرب من الغرب ، و من الشرق خليج البنغال ، و الصين من الشمال ، و اطلالة واسعة علي المحيط الهندي من الجنوب ، تطلق علي الهند في الوقت الحالي " شبه القارةالهندية " هذا المسمي يعود للمساحة الشاسعة لهذه الدولة علي خريطة القارة الآسيوية التي تعد أكبر قارات العالم من حيث المساحة .
كان لهذا الموقع تأثيره علي تضاريس و مناخ البلاد فتأتي الرياح الباردة من الشمال من جبال الهمالايا ، و تدفء شمس الجنوب البلاد ،إلي جانب السهول الخصبه بالبنغال ، هذه السهول كانت حقول غنيه بالمنتجات الكثيفه ، التي لم يسمح مناخ الجنوب بزراعتها نتيجه للجفاف هناك ، كذلك هناك غابات تحوي بداخلها حيوانات مفترسه كالأسود" حيوان مقدس " و الثعابين و الذئاب .
هذا من الناحية الجغرافية أم علي المستوي المعيشي فنتيجة لهذه الظروف البيئية تقسمت الهند و تنوعت بها سبل الحياة و المعيشة فهناك العديد من المهام لديهم الزراعة و كذلك الصناعة و التجارة ، لنتحدث عن الزراعة، نمت الزراعة بالشمال أكثر من الجنوب نتيجه للظروف البيئية المذكورة مسبقا ، في العهد الفيدي لم يكن معروف لديهم الأرز و استعاضوا عنه بالشعير و كانت الحقول تقسم حسب مالكيها ، فحسب المعتقدات القديمة لا يجوز بيع الأرض لأجنبي أو غريب فهي ملك لأصحابها تتوارثها الأجيال في العائلات ، كذلك من العار أن يعمل شخص في أخر شخص أخر لهذا كان لابد من امتلاك الأراضي . أما عن حياتهم فلم يكون الفلاحون من أصحاب الملايين أو من الملوك مثلا و إيضا لم يكونوا متسوليين أو معدمين فكانوا بحال وسط . هذا في الزراعة التي انتشر في الحقول .
أما عن الصناعة التي انتشرت بالمدن فيعد العمل بها من النقائص لأنه يتقاضي أجر علي ما يفعل و لا يملكه ، شهدت الصناعة ازدهار واضح و ملحوظ فبرع الهنود في العديد و العديد من الصناعات و منها " الأخشاب و العاج ، صناعات المعادن و الذهب و الفضة و الزجاج و الصباغة و الطهاه و الصيادين و صناعة الجلود و الحرير و المتجات القطنية و الثياب بمختلف انواعها و التوابل و العطور بأنواعها ، فكما جاء في وصف الرحالة " برتييه" الذي جاب الهند بالقرن 17 يقول ان الهند تطن بأصوات الصناعة طنينا 
و نتيجة لهذه التعددية بالعمل ظهرت النقابات حسب كل مجال ، و هذا يدل علي التطور الوظيفي و الوعي بالحقوق الممتهنين ، مما يعكس تمدين هذا الشعب ، كذلك لم تكن هذه النقابات لحل النزاعات المهنية فحسب و انما كل نقابة كانت مجتمع في ذاتها ، يتضافر أفراده ، حتي في حل المشكلات الزوجية .
أما عن التجارة و نبدأها بتحديد الأسعار لم يكن السوق يخضع لسياسةسياسة العرض و الطلب و إنما يتم تحديد و تسعير المنتجات من قبل القصر المكلكي و هناك فرد منوط بهذا العمل و يسمي " المثمن " و هو يضع الأسعار و يكون حلقة الوصل بين الصناع و التجار 
ازدهرت التجارةالتجارة بالتباعية خاصة التجارة الخارجية و هذا مع تطور سبل المواصلات و استخدام العربة ذات العجلات ، ففي 860 كان هناك سفن تتحرك من الهند لشبه الجزيرة و مصر و تحمل معها منتجات الهند كالعطور و الاقمشة و التوابل و المجوهرات ، كذلك كانت تجارتهم متينه بدول الشرق الأدنى كالعراق و حضارة بابل و كذلك الفرس و الدليل علي ذلك العثور علي اختام و هدايا هندية باللغة الهندية في قبور الفرس و غيرهم ، الي جانب المزخرفات ، مما يدعم العلاقات الفنية و التجارية.
كذلك هناك ملامح دينية مشتركة من خلال طقس "عصير السوما " و الذي يتوافق مع طقس "عصير الهوما " كذلك فهو يجمل نفس الاسم لان في اللغة الفارسية حرف ال"س " ينطق " ه " و هذا هو الحال مع كلمة " الهند " فالفرس من اطلقوا عليها هذا لكنها كانت " السند " .
هذه القوافل كانت تدفع الضرائب و كذلك كانت تتعرض للهجمات و السرقة لهذا كان السفر بحرا أرقي و آمن .
كذلك كانوا يستخدموا ما يعرف ألان بالشيكات و هو صك مكتوب به المبلغ المدفوع و الباقي ، و كانت أغلب العهود شفهيه فلدي الهنود لا يمكن برم اتفاق و العوده به .
الوضع الإقتصادي والعلاقات الإجتماعية بين فئات المجتمع.. فهناك قد بدأ النظام الأقتصادي عن طريق المقايضة فبدأت بالسلع و بعدها أستخدموا الماشية كعملة متداولة و هذا لرخص ثمنها خاصة انها لا تـأكل و هناك وفره في الثروة الحيوانية ، حتي ان الأبقار كانت تستخدم كمهر لشراء الزوجة ، مع التطور ظهرت العملات المعدنية خاصة أنه كما ذكرنا سابقا تميزوا في التعدين و صناعةالمعادن ، و كما هو مذكور في العديد من المراجع أن في عصر " أكبر و جهان كير" كانت العملة الهندية هي الأرقي بين اقرانها من العملات الخاصة للبلاد الأخرى .
تطورت الزراعة و تنوعت نتيجة لظروف الطبيعة الهندية ظهرت لديهم صناعة القطن و توريده للمجتمعات المحيطة ، كذلك كانوا أول من نقب عن الذهب .
رفض الهنود الربا بكل أشكاله حتي أن تم السلف للمال فالربا من الخطايا التي تحرمها الأديان لديهم بأختلافها .
كما كان هناك اهتمام بالقمار كنوع من التربح و كان مدروس فهو يقام بالقصر الملكي و كان للقصر و الخزانةالملكية جزء ربحي مما ينتج من هذه اللعبة . أما من ناحية العلاقات الإجتماعية هناك فهناك كان تروي  أسطورة الخلق أن الخالق الأكبر لحظة تكوين الرجل نفذت منه كل المواد في صياغته و لم يتبقَ شئ لصياغه المرأء لهذا استعان بالفضلات و القصاصات لهذا فالمجتمع الهندي ينظر للرجل علي أنه الاسمي و الأفضل ، مما كان له تأثير كبير علي كل مظاهر الحياة ، لهذا كان مجتمع أبوي من الدرجة الأولي ، فالرجل هو مالك كل شئ و سيد كل شئ فهو يملك أسرته و أولاده و زوجته بالمعني الحرفي للكلمه فيحق له بيعهم .
كما جاء علي لسان أحد المؤرخون أن الهنود هم أكثر شعوب الأرض تهذيبا ، فالأخلاق لديهم من أهم السمات التي يتميزون بها و من أساسيات هذه الأخلاق هو احترام براهما و تقديس البقر و تأتي بعدها أهمية النسل و أنه من الأخلاق و يعد مهمة يحملها كل فرد علي كتفه لزيادة البشرية ، فكما جاء في تشريع "مانو" فالنسل وحده يعمل الرجل " ، فالزواج أجباري لدي الهنود و أن سب الصبي دون زواج يعد هذا خطأ فادح و كذلك حال الفتاة و يعتبر عارا علي الأهل ، لهذا مثلت العقيدة البوذية شرخا كبيرا في أسس العقيدة الهندية القديمة حيث أن البوذية دعت للرهبنة ، حيث أن الأعزب لدي الهنود هو من الطريد من الطبقات .
و من قواعد الزواج أنه لا يخضع للحب فهي عملية حيوية لازمة و هي في ذاتها عبادة و لا يتطلب الحب و إنما الرفق بالزوجة من قبل الزوج و كذلك الطاعة الواجبة من الزوجة لزوجها . حيث يبدأ الأب بالبحث علي زوجة لولده الذي يمكن إلا يتعدي عمره الخامسة عشر عام و بعد تأمين الزوجة تبقي في بيت أهلها حتي مرحلة النضج الكامل و بعدها تنتقل للعيش مع الأسرة الجديدة و تصبح هذه عائلتها و يمكن ان تنفصل بشكل كامل عن اسرتها الأصلية ، كل هذا لحماية الأبناء من خطر علاقات قبل الزواج لأن هذا خطيئة كبيرة يمكن ان تؤدي بدمار المجتمع ككل .
و إيضا من قواعد الزواج أنه لابد أن يتزوج من داخل طبقته لكن يمكن أن يتزوج من خارج العائلة ، و كما جاء في التشريعات القديمة أن زوجة واحدة كافية و لكن هذا لا ينفي التعددية بالزوجات ، فالزواج هو حماية أبوية للزوجه و راحه للزوج ، و كما هو معروف أن الزوج تقوم بالتضحيه بنفسها مع زوجها فتحرق معه حتي تصير رمادا و تدفن معه في النهاية و هذا يسمي بالسوتي " و هي تعني الزوجة المخلصة لزوجها " .
هذه الطقس السوتي لم يكن في الهند القديمة حيث أن الفيدا الشريعة الأولي كانت تحترم المرأة و تكن لها مكانة عظيمة فكانت تحي من بعد زوجها حياة كريمة بها رفاهية و حرية حتي أنها كانت تشارك في المناظرات الفلسفية و من اشهرهن " جانتي " فهذه الأرمله تفرغت بعد وفاه زوجها للفلسفه و التعبد ،علي عكس ما جاء بعد ذلك فأنحطط مكانة المرأة لتصل لكونها مجرد ظلا للرجل حتي أنه لا يجب لها ان تجيد القرأة و من تفعل تكون من المحظيات أو الدافيداس " العاهرات " . تدهور وضع المراه حتي انها في البوذيه لا يجوز لها التعبد مثلهم و الرهبنه و انها شيطان يوسوس للعابد و يتضح هذا في خطاب اناندا أحد العباد و بوذا نفسه .
لكن أيضا في مسؤله تعدد الزوجات يقال في التشريعات أن زوجة واحدة كافية و ذلك حتي لا يقلب شرور العالم نتيجة لغضب الزوجة ، ففي التشريعات الجديدة بالمقارنة بالفيدا بنظر للمرأه انها ظل و لكن يحترم فأن جاز للرجل الزواج لا يجوز له ضرب الزوجة حتي في اسوء اسوء الظروف حتي و لو بزهره ، و لا بد من احترام المرأة في الطرقات و افساح المجال لها و غض البصر عنها حتي انه يمكن لها السير عارية و لا أحد يتعرض لها ، و في الموائد لابد من اطعام النساء قبل الضيوف انفسهم .
كذلك لا يمكن رفع الكلفة بين الرجل و المرأة. لابد للمراه أن تتزين و تكون في أبهي مظهرها لزوجها حيث أنه يعتقد أنها حينما تكون جميله سيكون بيتها جميلا مما يعود بالسعاده علي الأسره و كذلك الزوج لذاته و لزوجته ، لهذا كانوا يرتدوا أفضل الأثواب و أفضل الحلي ، فالزوجه ترتدي كل حلتها ، ففي الهند يعتقد أن الزوجة عاريه ما أن ارتدت حليها كاملا .
تعد النظافه من أهم عناصر الأخلاق فهي بمنزله بعد العبادة مباشره فلا يجوز للهندي أن يرتدي ملابسه مرتين دون غسيل ، كذلك لابد أن يستحم كل يوم و يتطهر لبيقي متطهرا دائما ، كذلك لابد له من غسيل يديه و رجليه و غرغره فمه عقب الطعام ، فلا يمكن أن يظل دون نظافه .
في العام اتسم الهنود بصفات حميده ما بين الكرم و الشجاعه و كذلك هم حساسون وخياليون و يحبون التأمل كثيرا و لا يهون الأداره ، و هذا ينبع من فكرة زوال الحياة فهم لا يهتمون للأمور الدنيويه كثيرا و يفضلون جياه العبادة لهذا تفوقوا في الفلسفه و الديانات فالإله كان يشغلهم كثيرا هذا المحرك للكون العليم بكل شي لهذا حتي الشخصيات الحكيم كانت بمنزله الإله و إيضا الأجداد كانوا يقدسون أجدادهم لدرجه العبادة فالأسره هي أصل كل شئ ، لهذا لا يضعوا حدا للنسل ، فالحياه لابد أن تستمر ، لهذا حرموا الاجهاض و يعتبر جريمه توازي في فداحتها قتل براهمي . فالروح لا يمكن منعها من الحياة .
                                                      "أما عن أنظمة الحكم السائدة في ذلك الحقبة الزمنية"
فقد مر علي علي الهند العديد والكثير  من محاولات الغزو و الاحتلال ، حيث أنها أرض مليئة بالخيرات و أهلها لا يهون الأدارة لهذا أنتقل ما بين الغزو الأري ، اليوناني ، الهون ، العرب و المسلمين ، أكبر ، الأتراك . " هذا الرصد للهند القديمة بعيدا عن التغول البريطاني في العصر الحديث بعد الثورة الصناعية " .
رغم هذا كانت لهم حضاره مستقلة لها لحظات ضعف و اضمحلال مما يسنح لهذه القوي بالتفوق ، فكان للهنود اختام و وضح هذا " في استعراض العلاقات التجارية بينها و بين البلادان الأخري أعلاه " اتسمت بالمدنية و القدرة علي مجاراه الجميع و أرضائهم فمن امتلاك الفلاحين أراضيهم " هو له بعد ديني لكن له مردود علي هيكلة الدولة " و كذلك التنسيق بين الصناع و التجار و مجاراه القصر لكل هذا و أدارته و إيضا صالات القمار لزياده خزانه القصر . رغم هذا لم يصل الهنود للديمقراطيه التي شهدتها بلاد الأغريق و هذا يعود لسبب واضح و هو أن مقاليد الحكم كلها في يد رجل واحد و هو الملك فمثلا رغم الرخاء الشديد الذي شهدت بلاد الهند بأطرافها في عهد أكبر إلا أنها تعرضت للمجاعه القاحطه التي أودت بأرواح العديدن لأن لم يكن من بعده م يجيد أداره هذه القارة الشاسعه كما فعل هو ، فالحكم الديكتاتوري و عزف الهنود بطبعهم عن الحكم خلق أزمه كبيرة .
لا يمكن الحديث عن نظم الحكم دون أدراك الغزاه فبدأ الأمر بالآريين حيث قسموا البلاد لكبر حجمها لدويلات و كان يحكمها ما يعرف بال" أجا" أي رئيس و كانت المجالس كبار أفراد العائلات . تبع ذلك ما يعرف بعصور البطولات أو عصر البطولة " حيث جاء علي البلاد الكشاتريه " و هم المقاتلون حيث أن من الخطيئه أن يموت الواحد منهم علي فراشة او في مكان غير ساحه الحرب ، في وقت الكشاتريه لم يكن للبراهمه " الكهنه " الكلمة العليا أو مكانة كبيرة ، و لكن ما ان استقرت البلاد حتي اعاد البراهمه مكانتهم مره أخرى و هذا لقيامهم بالطقوس خاصه الطقو الزراعية لتفادي الكوارث الطبيعية ، حيث أصبح البراهمة هم الوسطاء بين الناس و ألهتهم ، و كذلك كانت لهم المهمة الأولي في تعليم النشأ و بهذا رسخوا في عقولهم أهمية و قيمة البراهمة . استغل البراهمة هذا المكانة و الأهمية في المجتمع لهذا بالغوا في أجورهم حتي أنهم في اوقات عدة رفضوا تأدية الطقوس اللازمة حتي يحصلون علي أجورهم كاملة .
يأتي بعد البراهمة في الهرم الطبقي طبقة التجار " الفيزيا" قبل بوذا لم يكن لهم مكانة و يأتي بعدهم الصناع و هم في الأغلب من السكان الأصلييون و أخيرا في قاع الهرم يأتي المنبوذين " الباربا" و هم في الأغلب أسري الحرب و العبيد و من استحق العقاب و المغضوبين عليهم .
و حينما اشتد الهنود و صار لهم ملوكهم الأقوياء و كانوا يحملون اسم "تامبل " يبعثون بالجنود لفتح مجالات للتجارة و بالفعل توسعت رقعه البلاد و بالتبعيه بعثوا التجار ، هؤلاء كان لهم بالغ التأثير فبعثوا لكهنتهم ليأتون و استقروا في هذا الأرض الجديدة التي تعرف اليوم بجنوب شرق اسيا " اندونيسيا ، كمبوديا ، ملايو و غيرها .. و بهذا استقرت دياناتهم و حياتهم بل عمل السكان الاصليون لهذا البلاد في الصناعات الهندية دون تطويريها و كذلك استحضروا جميع فنونهم و شعرهم و سبلهم في القتال . ووصل التجار للطبقات الحاكمة و تزوجوا منهم ليصنعوا في النهاية نسيج موحد ، علي سبيل توضيح التأثير " ان اسم اندونيسيا يعني حرفيا جزر الهند " .
اتي بعد ذلك الغزو الإسلامي او الفتح الأسلامي رغم براعة المسلمين في أدارة البلاد و تسيرها بشكل مميز افاد البلاد علي الصعيد الاقتصادي و السياسي و الجغرافي إيضا لكنه ضربهم في مقتل " في الدين و الفنون " فالدين لدي الهنود أهم من أي شئ أخر فهو ما تقوم عليه الحياة و الالدين يترجم بالفلسفة " التعدديه " و كذلك بالفنون بمختلفها ، و كانت الفنون بالنسبه للمسلمين مخله علي المستوي الأخلاقي لأنها معتده علي حركه الجسد ، و كذلك منافي للعقيده لأنه طقوس لألهه ، فالهنود كانوا ينظرون للفنون انها تعبر عن بهجه الحياة لا لشئ شهواني في ذاتها .
هذا الأختلاف خلق فجوه بين الهنود و فنونهم .
الأديان :
لا يمكن ذكر الهند دون ذكر الأديان التي تحملها هذا الأرض و في نفوس ابنائها فالدين هو أصل كل شي لهذا تفكروا كثيرا ليصلوا لماهيه الأله و تعددت الأديان و الفلسفات ، قدس الهنود كل شي تقريبا فمن الفيدا و حياة التحرر العادية وصولا للبراهمية و التقديس و الحدود و ترسيخ الاله في العقول و الهي الروحاني و فكره تناسخ الأرواح و ان روح الإنسان طوافه في الملكوت لا تهدأ و لا تستكين و ان الروح تسير علي درب واحد فلو كانت طيبه تبقي طيبه في حيواتها القادمة و العكس ، حتي ظهرت الجانتيه و هي ديانه تنفي فكره الاله و تدعم الماديات و ترسخهاهذه الديانة الهدامه ذات الأفكار الألحادية تري ان الكون موجود منذ الأزل و لا يجب تقديم قرابين او ما إلي ذلك و لكنها ديانة لم يفضلها الهنود كثيرا لاهتمامهم بالروحانيات و الشعور ان هناك اله ملجئ للجميع في النهاية نسير اليه ، حتي البوذيه لم تستمر في بقاع الهند أكثر من 100 عام و تطرقت لأنحاء شرق آسيا و هذا لأنها فلسفه اكثر منها ديانه ، فبوذا يقول لا تعبدونا و انما اعبدوا الالهه ، رغم هذا قدس الهنود بوذا ، كذلك فأن بوذا دعا للرهبنه و هذا منافي للعقيده الهندية . لان فكرة الوسيط هامه لديهم لانهم يروا أن الله حمل شخص بعينه رسالته ليجوب بها الارض و يطلع الجميع عليها للهدايه .
فكرة التطهير من أهم الأفكار الراسخة لدي الهنود و هناك طقوس للاتحاق بالبراهمة او التكفير عن الذنب و هو الهيام علي الوجه لمعرفه ماهيه الخالق الأعظم و دورنا بالحياه و بعدها يتوجه العابد لنهر النانج المقدس و يغتسل به و يتطهر من كل خطاياه السابقة ليولد من جديد .
                                             " الإنجازات العلمية والثقافية في هذة الحضارة"
الفن و الشعر و المسرح و الرقص
نشأت المسرح و الرقص الهندي
ارتبطت النشأه مثل كل شئ بالهند ، ارتبطت بالعقيده فبرهما الاله الأكبر هو أول منن اخرج عملا مسرحيا و نقل خبرته كلها للحكيم " بهارتا موني " و هو مثل أرسطو باليونان ، تعرف هذه الأسرار بأسم " بهاراتا ناتيا ساسترا " أي قوانين بهاراتا في الرقص و الدراما .
تروي أحد الاساطير أن الاله براهما كان يشاهد عملا مسرحيا و شعر بنقصان ما فأمر الملائكه بتطوير فن الرقص و من يومها و الرقص ملاصق للدراما و لا ينفصلان حتي في اللغة السنسكراتيه الخاصة بفن الدراما لا نجد في الشرح ما يفصل بينهم فالرقص جزء من الدراما و الدراما جزء من الرقص .
كما ذكرنا اصله الالهي لهذا ارتبطت كل الحركات الراقصه متستمده من حركات الألهه فكما يري التراث الهندي أن الرقص مثل كل الفنون له اصول الهيه انشأه براهما ثم شارك فيه من بعده اللهه البراهمين كل بطريقه و بشخصيته و لان الهنود مهتمون بفكره الوسيط بين الاله و البشر فكانوا يفضلون تجسيده لهذا كان لكل اله و شخصيه وصفاتها و ملابسها و مكياجها و حركات المودرا الخاصة بها ، فالمسرح الهندي قائم علي ما يعرف بأسم " فيبهاناس " و هي تعني المفاهيم المحددة و المفهومه تماما ، فكل ما يقدم علس المسرح هو معروف و فهموم مسبقا و مخزن بالوعي الجمعي للهنود جميعا ، فالأيماءات رغم كثرتها لكنها مفهومه المعني و معبره عن الشخصية فمن شغر الرأس حتي أخمص القدم و ما يحمله من دلالات ذات معاني مفهومه .
اتسم المسرح الهندي بتنظيم ملحوظ حيث يبدأ بقرع الطبول و بعدها ترفع الستار فتاتان و تكونان فائقات الجمال ، يم تبدأ الموسيقي بعد ذلك و الرقص إيضا ، و لا يسمح بقرع الطبول وقت الرقص و لا العكس .
الموسيقي بالنسبه للهنود هي تمرين تأملي ذهني يقوم به الجميع ، فمثلا استخدام الطبول غرضه ارتضاء الالهه ، فالرقص و الغناء يمثلان أقصر الطرق لارضاء الالهه .
اهتموا بالمعمار الهندسي و كان له تأثير بالغ علي المسرح فبراهما خالق المسرح و يعرف أيضا انه المهندس الأعظم لهذا نجد المسرح لديهم ، مكان له قداسه ، حيث غير مسموح لأي شخص ان يأسس و ينشأ مسرحا ، لا بد ان يحمل صفات بعينها لان اي خطا و لو صغير في حسابات هيكله هذا المكان الجليل يمكن ان تؤدي لغضب الألهه ، كذلك لا يحتمل نفقته إلا الملوك و الشخصيات من الطبقة العليا
المكان المسرحي هام و كذلك مساحته مدروسه فالمسرح قائم علي الاستماع للممثلين و الأداء و اصواتهم ، لهذا لم يكن المسرح ذو مساحات كبيرة ، تنقسم الاماكن به ما بين مكان الجمهور و ساحه التمثيل المنقسمه لطبقات للجوقه و الاداء الراقص و الرواي ، الذي كان له دور هام و معبر عن الدين فهناك دائما عليم بالامور و هو الرواي و لا يمثل جزء من الحقيقة المقدمة .
هناك أيضا جانب هام لابد للهنود ان يراعوه و هو ان كل شخص مخول بوظيفه معينه لابد ان يحمل صفات الشخص ، فمثلا المؤلف لابد ان يحمل من صفات براهما خالق الكون لانه يخلق شخصيات جديده ، كذلك الفتيات الراقصات لابد ان يحملنا صفات " سفاتي " اله الرقص و كذلك ان يتقن التعامل مع الالات و يتقن الغناء مثلها .
هذا بالنسبه للشكل المسرحي أما عن المضمون و الناحية الأدبيه ، اهتم الهنود بالشعر و الصور البلاغيه بشكل كبير حيث أن الشعر هو لغه الألهه و لابد ان يكون في أبهي الصور ، لهذا اغفلوا الأهتمام بوحده الزمان و المكان و حتي الحدث و اولي الأهتمام للصور البلاغيه و التكوينات اللغويه للشعر لهذا صعب ترجمه هذه الاشعار، كما حدث مع المخطوطات القديمة التي ترجمت للإنجليزية مما افقدها جمالها .
تعد المهاباهاراتا و الرامايانا هم اصل الادب السنسكريتي الهندي و كما ذكر العديد من المؤرخين انها أول و أكبر عمل ادبي عالم و كذلك تفوق في عدد ابياتها و صورها الشعرية الملحمتان الشهيرتان " الالياذه و الاوديسيه " الخاصة بالاغريق .
و كانت هذا الملحمتان داعما اساسيان للمجتمع الهندي فلم يقتصر الامر علي التسليه فحسب و انما كانت تمثل مثال لتعلم الفضيله و الاخلاق و الاخلاص للزوجه كما فعلت الاله شيفا ، كذلك تعد مرجع للاسم فتيمنا بالالهه يتم تسميه الابناء علي اسمائهم ، و في اعتقادهم هذا يجعل الصبي او الفتاة يحملن الصفات و الاخلاق الحميده التي تحملها الالهه و كذلك تضمن له الحماية و الرعاية و الطمائنينه اكثر من غيره .
الي جانب هذا ، تعد الملحمتين مرجع تاريخيا حيث ان الرمايانا تعد تأريخ لسياده الجنس الأري علي الراضي الهندية ، و القرده تمثل غزو القوقازين القادمين من شمال بلاد الهند .
و المهاباهراتا تعد تجسيد للاحداث و المؤامرات التي جرت في اقدم الاسر الحاكمة و التي كانت تعبد الكواكب .
حتي اليوم يمارس الجنوب فن الكاثاكالي مستخدما هذه الملحمتان كمرجع له ، و كذلد في الشمال يقدم " رام ليلا" و هي احتفالات سنويه تقدم تعتمد في موضوعاتها علي الرامايانا .

الحضاره الهندية كانت حضاره منتجه ، كالبوتقه في ذاتها ، استثمرت ما لديها و لازالت متأثره به حتي اليوم .

إرسال تعليق

 
جميع الحقوق محفوظة © 2015 غرائب وعجائب حول العالم

تعريب ana