آخر الأخبار

الجمعة، 12 فبراير 2016

اهمية العلم للمجتمع وللفرد وفوائدة ..

 قال الله تعالي في كتابة الكريم {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)} سورة العلق، وهذِهِ السورة هِيَ أوّلُ سورَةٍ نَزَلَت على سَيّد الخلقِ مُحَمد عليهِ أفضلً الصلوات والتسليم، والقَلَم الذي خَلَقَهُ الله تعالى ما يَزالُ أوسَع وأعمَق أدواتِ التعليم تأثيراً على حياةِ الناس. ثُمّ مِن خِلالِ الآية يظهِرُ لنا مَصدَرُ التعليم وَهُوَ الله عَزّ وجل ويستمدّهُ الإنسان الذي يَفتَحَ لهُ مِن أسرارِ الوجودِ والحياةِ وَعَن أسرارِ نفسهُ، فَيَجِب على كُلّ إنسانٍ أن يطلُبَ العلم والحكمة مِنَ الله لأنّها لا تأتي سِوى مِن عندهُ، وإنّهُ لفضلٌ عَظيم أن يؤتى الإنسان هذِهِ النعمة فَقَد قال الله تعالى: (يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ) سورة البقرة: 269. فالعلمُ يُمكن تعريفهُ بأنّهُ كُل أنواعِ العلوم والمَعارِف والتطبيقات، وَهُوَ مَجمُوعَةٍ مِنَ المسائِل والأصول التي تدورُ حَولَ ظاهِرَة مُعيّنة أو مَوضوعٍ مُعيّن يَتِم مُعالَجَتِها مِن خِلالِ مَناهِجٍ ونظريات وقوانين، فالعِلمُ والتعلّم هُوَ أساسُ المَعرِفَة ولا يُمكِن الوُصولِ إلى المَعرِفَة إلاّ عَن طَريقِ التَعلّم وزيادَةِ العلم. فمَجمُوعَةِ المَفاهيم المترابطةِ مَع بعضِها البعض هِيَ التي تجعلنا نَبحَثُ عَنِ المَعلومَة ونستخرجها لِنَصِلَ بَعدَ ذلكَ إلى نَتيجَةٍ واضِحة نستفيدُ مِنها فِي حياتنا وفِي مجتمعاتنا، وينقسم العلم بحسبِ المواضيع وَهِيَ: العلوم الطبيعيّة: وهي (الكيمياء، الفيزياء، علم الأحياء، وعلومِ الأرض). العلوم البشريّة: وهي العلوم التي تدرس حالةِ الإنسان في المجتمعات مثل (علم النفس، الإقتصاد، العلوم الإجتماعيّة، وغيرها). العلوم الإدراكيّة: مثل (المعلوماتيّة، العصبيّة، وغيرها). العلوم الهندسيّة: وهي جميع العلوم الهندسة مثل (البناء، التصميم العماري، علم الذرة والنووي، وغيرها). فهذِهِ العلوم لها أهَميّةٌ كبيرة على الفَرد والمُجتمع والتي سَنقومُ بالتعرّفِ عليها مِن خلال مَوقِع مَوضُوع. أهمية العلم للفرد العلمُ هُوَ الذي يُنيرُ الظلمَة ويكشِفُ الغَمّ والحقيقة، هُوَ سلاح الفرد فِي المُجتمع وَيُحَصّن نفسهُ من الأعداء والجَهِل، وَهُوَ أساسُ رَفاهِيّةِ وسعادَةِ الفرد فِي المُجتَمَع والبَشَرِِ جَميعاً، لذلِكَ هذِهِ فوائِدٌ بَسيطَة مِن بُحورِ أهَميّةِ العِلِم للفَرد والفوائِد الأعظمُ هِيَ: يظفرُ المُتَعَلّم بالإجلالِ والتَقدِيرِ وَعُلوِّ فِي القَدر والمكانة: مِن خِلالِ العِلم وزيادَةِ المَعرِفَة تَرفَعُ الإنسان مَكانتهُ بَينَ النّاس، فَكُلّما أرادَ الشّخص أن يَرتَفِعَ قَدرهُ بَينَ الناس عليهِ بزيادَةِ المَعرِفَة والخوضِ فِي بُحورِ العلم، فَعلى سبيلِ المثال الإنسان الذي يُحاوِلُ أن يَحصُلَ على شِهاداتٍ عِلميّة عالية كالدراساتِ العُليا تَرفَعُ من قيمتهِ فِي العَمَل وبينَ الناس، فهذا الاحترام لا يُمكِن أن يَحصلَ عليه سوى المتعلّمين فِي المجتمع؛ وقد قال الله تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الألْبَابِ) سورةِ الزمر: 9، وأيضاً قَد قال العالم آينشتاين: (لا تَسعَى لِتَكُن ناجِحاً فَقَط، وإنّما لِتَكُونَ ذا قِيمَة). الوُصولِ إلى الحق: لَن يَصِلَ أيّ أحَدٍ إلى مَعرِفَةِ الحقيقة والعَيشِ الصَحيح والطريقَ الذي يؤدّي إلى الله تعالى سِوَى عَن طَريقِ العلم ، لأنّ الجهلَ وَعَدَم مَعرِفَةِ ما يدورُ من أمورِ الحياة هِيَ بحدّ ذاتها تعاسة والحقيقة ومعرفتها راحة، فَكَم زادَ علمنا عندما كنّا نقرأُ الكلمات، وكم غيّر العلمُ حَياتُنا وَقَلبها رأساً على عَقِب، لذلك أوّل خُطواتِ الوصولِ إلى الحقيقة هِيَ الرّغبةِ بالمَعرِفَة من خلالِ التعلّمِ فَقَط. صناعةُ الحياةِ والأهداف: في هذه الحياة ليس التعيس من لا يملكَ المال أو أيَّ أشياءٍ أخرى، وإنّما التعيسً من لا يملك أهدافٌ نَبيلة يُحارِبُ مِن أجلِها فِي حياته لِتَكُونَ حياة لها مَعنى وذا قِيمَة، فالعلمُ وزيادةِ المعرفة تصنعُ الأهداف والأمال العظيمة والأشخاص العظماء، فَقِمّةِ السعادة هِي تحقيق الأهداف والغايات التي تطمحُ إليها، لذلك مَن أرادَ أن يكونَ سعيداً عليهِ أن يُعلّقَ حَياتهُ على هَدَف وَيسعَى ورائهُ وليسَ على أشخاصٍ أو أشياء. تحسينِ الوَضِع الاجتماعي: يَجِب أن يُدرِكَ طالبُ العِلِم أنّ العلم الذي يدرُسَهُ هُوَ النّافِع لهُ بَعدَ الله تعالى، وَيَجِب أن يُدرِكَ أنّ المَعرِفَة بِحَدّ ذاتِها قُوّة وكلّما زادَ العلم يَتَحَسّن الوضع المادّي والاجتماعي بَينَ النّاس، فطالِبُ العلم يَجِب أن يَصنعً مِن نَفسِهِ شيئاً لا يُمكن أن يُستَغنى عَنهُ فِي العمل أو الجامِعَة أو أيّ مَكان، فالمَعرِفَة والتميّز هِيَ التي تصنعُ العظماء والآمال العظيمة. نصيحة: طالبُ العلم عليهِ أن يدرِك أنّ العِلِم لا يُؤتَى سِوَى مِن عِندِ الله فَقَد قال بكتابهِ العزيز: (وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) البقرة: 282، فالتقوَى وصِلاحُ النّفس مَربُوطَةٌ بالمَعرِفَة والعِلِم. أهمية العلم للمجتمع مِنَ المَعروفِ أنّ العلم هُوَ عَمودُ بناءِ الحضارات وتقدّمِها فِي الوقتِ الحالي تَحديداً، وأيضاً الدُوَل التي تَسعَى إلى زِيادَةِ العلمِ بِينَ مُجتمَعاتِها فَهِيَ تَقضِي على الرّجعِيّةِ والتَخَلّف والفَقِرِ والجَهِل، فالعلمُ ضروري فِي المجتمعات كالماءِ والهواء، لذلِكَ سنقوم بالتعرّفِ على أهمِّ الفوائِد العَظيمَة للعلم على المُجتَمَع وهي: العلمُ مِن مُقَوّماتِ الحياةِ فِي المُجتَمَع: لا يُمكِن أن تُبنَى حضارة مُتَطَوّرة دُونِ أن يكونَ أحَدِ أركانِها العلم لأنّهُ هُوَ العَمُودُ الأساسي الذي تبنَى عليهِ الحضارات، وذلِكَ مِن خِلال إنتاجِ وسائِلٍ يَستَطيعُ الإنسان مُواكَبَةِ العصر المُزدَهِر وليستطيعَ الفردُ فِي المُجتَمَع أن يبني أسرة مُتكامِلَة، فلا يُمكن أن يكونَ الوطن وطناً إذا لم يوفّر سُبُلَ العيش والرفاهيّة ويحقّق العيشَ الكَريم للمواطِن، وهذا الأمر لا يُمكن أن يَتِم سِوى عَن طريقِ جِيلٍ يَعرِفُ أهَميّةِ العلم فِي المُجتَمَع والحَضارات، فَجميعُ الدُوَل المُتَقَدّمة تُقَدّر العلم وأصحابِها. تَقويةِ المُجتَمَع: عِندَما يَكونُ المُجتَمَع مُثقّفاً ويقرأ سَتنتَهِي جَميعُ المَشاكِل، ولكانَت حياتُنا أفضَلَ بِكَثير، فالعِلمُ هُوَ طريقُ تَسَلّح المُجتمع بالقوّة مِن خِلالِ السّيطرةِ على جميع مجالاتِ الحياة مِثِل (الاقتصاد، والتجارة، والزراعة، والتكنولوجيا، والعَسكَريّة، إلخ) فَتُصبِحَ البَلَدُ مُكتَفِيَة بِذاتِها بأفرادِ المُجتَمَع الذينَ يَعيشُونَ فِيها، وبالتالي مِنَ المُهِم أن يكونَ العِلِم له دَوراً فِي تَوجِيهِ جَميعِ مَجالاتِ الحياة لِيَكُونَ المُجتَمَع مَبنِياً على قَواعِدٍ ثابِتَة وَمَدرُوسَة، فالمجتمع الذي لا يبنى على العلم هُوَ مُجتَمَع آيل للسُّقُوط كما نشاهِدَهُ فِي البلاد العربيّة. القضاءِ على الفقر والبطالة: عِندَما يَزدادُ عَدَدِ المُتَعَلّمينَ وينتَشِرُ العِلم بينَ أفرادِ المُجتَمَع تُصبح بلاداً غَنيّة بالمَوارِد البَشَرِيّة، فَيُمكِن أن يُستَخدَمُوا فِي جَميعِ مَجالاتِ الحياة وبالتالي يَنتَهِي الفقر والبطالة على يدِ أصحابِ العلم، وهذا الأمر يعانِي مُنهُ الكثيرُ مِنَ المُجتَمَعات لوجُودِ الجَهِل وغيابِ أهلِ الحَق والعِلِم، فَيُصبِحَ القوي يأكُلَ الضعيف وَيَضِيعُ حَقّ الشّريفِ فِيها. تَغيير الثقافات والعادات: إنّ الدول التي ما زالت رَجعيّة هِيَ التي بَقِيَت على عاداتِها القديمة المُتَخَلّفةِ مِنها، فَمِن خِلالِ العلم وانتشارهِ بَينَ المُجتمعات يُمكن القضاءِ على هذه العادات السيئة واستبدالها بعاداتٍ أخرى جديدة أفضل تصبّ فِي المصلحةِ العامّة. التحكّم بِعناصِرِ الطبيعة واستغلالِها لصالح الإنسان: هُناكَ الكثيرُ مِنَ الثّرواتِ التي توجَدُ فِي المُجتَمَعاتِ التي لا تستغلُّ بالشكلِ الصحيح، ولكِن هذِهِ العناصر الطبيعيّة لو وُضِعَت على يدِ أهل العلمِ والمَعرِفَة يُمكن استغلالها بالشكلِ الصحيح لتصبّ فِي المصلحَةِ العامّة. القَضاء على المُشكلاتِ العصريّة: أغلبُ المشاكل العَصريّة هِيَ (المرض، وسوءِ تقديمِ الخدمات، وسوءِ العيش، وغيرها) سَبَبُها عَدَم اعتمادِ الدولة على العلم لمعالَجَةِ هذِهِ المشاكِل، فعندَما يَتِمُّ تسليمُ هذِهِ المَشاكِل إلى أصحابها مِن أهلِ المَعرِفَة والعلم ستنتهي جميعها من المجتمع.
                                                  "فوائد العلم للفرد وللمجتمع"
فلا عجب في الاهتمام المبالغ فيه من قبل الدول العظمى والمتقدمة بكافة الأمور والنواحي التي تطور العلوم وترتقي بها، فكل نهضة هذه الدول قامت على تطوير العلوم، وتحسين المخترعات، من أجل الحصول على حياة أفضل للإنسان، إذ يعتبر العلم من المرتكزات الأساسية والرئيسية لنهضة الشعوب والأفراد، كما يعتبر من أهم عناصر النجاح والتفوق بالنسبة للأفراد، عدا عن كونه يسبر أغوار المجهول، ويبرز ما خفي من الأمور. أهمية العلم بالنسبة للفرد والمجتمع يعتبر وسيلة هامة من وسائل الوصول إلى الأمن والسلم والاجتماعيين، وذلك من خلال تشريع القوانين التي تلائم حياة الإنسان، من خلال المشرعين الواعين والمتفهمين لظروف الناس وأحوالهم، بالإضافة إلى قدرته العالية على التقليل من نسب الجريمة المرتفعة والمنتشرة في بعض المجتمعات، حيث يساعد العلم على تقديم النظريات والحلول التي تسهم في إعادة تأهيل المجرمين، حتى يكونوا قادرين على استثمار طاقاتهم بالشكل الأمثل والطريقة الفضلى مما يسهم في التقليل من معدلات الجريمة، وزيادة رقي المجتمع في الوقت ذاته. أيضاً فإن للعلم قدرة تنبؤية عالية وهامة، إذ يساعد على الكشف عن النتائج بناء على المعطيات في كافة المجالات والصعد، وربما يكون المجال الاقتصادي المجال الأبرز الذي يبرز هذه الناحية الهامة، وتساعد هذه العملية على تحسين الخطط المختلفة، وضبط تنفيذها من أجل الوصل إلى النتائج الفضلى المرجوة. كما يساعد العلم على تحسين حياة الأفراد الاقتصادية بشكل كبير جداً، إذ إنه من الممكن أن تنقلب حياة الإنسان رأساً على عقب في حال استطاع الوصول إلى اختراع يفيد الناس، لم يُتوصَّل إليه قبل ذلك، وذلك من خلال لهفة الناس على استعمال، ورغبتهم باقتنائه في معظم الحالات. العلم والمؤسسات التعليمية المؤسسات التعليمية على اختلافها هي المصدر الأول للعلم، وهي التي تشع بهذا النور العظيم، ولو كان هناك حاجز بين الشمس والناس لما استطاعوا الاستفادة من ضوئها بالشكل الأمثل، وهذا نفسه ينطبق على المؤسسات التعليمية المختلفة، إذ إن الحواجز اليوم بينها وبين الناس في الدول النامية عديدة، فقد تتشكل حواجز مالية تمنع الناس من الاستفادة مما تقدمه هذه المؤسسات من خدمات، وقد تنتج عوائق أخرى تحد من قدرتهم على الاستفادة إلى أقصى حد من العلم المقدم ويمكن القول أن أهم هذه العوائق رداءة الأساليب التعليمية في بعض هذه المؤسسات، إذ لا زالت تعتمد اعتماداً رئيسياً على الطرق التقليدية التي لم تعد تسمن أو تغني من جوع، حيث أن مثل هذه الطرق أصبح لها نتائج وآثار سلبية بدلاً من أن تكون ذات آثار إيجابية، لهذا فإنه قد أصبح من الواجب أن يكون هناك عناية أكبر بهذه المؤسسات التي تعتبر ركيزة نهضة الشعوب الأساسية في كافة أرجاء العالم.

إرسال تعليق

 
جميع الحقوق محفوظة © 2015 غرائب وعجائب حول العالم

تعريب ana